مقال رأي وتحليلات

أصبح كل شيء من الماضي، لن تكون لدينا سياسة واضحة تجاه إيران على الإطلاق !

جاء جو بايدن لمنصبه كرئيس للولايات المتحدة ألامريكية، وهو مُصمم على إستعادة الإتفاق النووي الإيراني – الذي وافق عليه باراك أوباما في عام ٢٠١٥، وكان في حينها نائباً له، وأنسحب منه دونالد ترامب في عام ٢٠١٨، وعلى الرغم من ست جولاتٍ من المُحادثات الفاشلة في ڤيينا، وعلى الرغم من إستمرار إيران في تعزيز برنامجها النووي، لا تزال إدارة جو بايدن ترسل إشارات تقول : ” حلوتي، حلوتي، من فضلكِ، تحدثي إلي ! “

h

مقال رأي لـ ( رويل مارك جيريخت Reuel Marc Gerecht ) في ( The Dispatch )، كاتب ومحلل سياسي أمريكي يركز على الشرق الأوسط، هو زميل أقدم في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات.

بعنوان

Goodbye To All That
Biden may usher in a new era in which we won’t really have an Iran policy at all

أصبح كل شيء من الماضي
قد يستهل بايدن حقبة جديدة لن تكون لدينا فيها سياسة تجاه إيران على الإطلاق

ليس هنالك شك الآن في أن مرشد إيران، والرئيس الجديد، إبراهيم رئيسي، لا يعتزمان قبول إتفاقٍ يمكن وصفه بشكلٍ معقولٍ بأنه إضافة للإتفاق السابق.

في الأشهر الأخيرة، رفعت إيران مستويات تخصيب اليورانيوم لديها إلى ٦٠ ٪ ( الدرجة المطلوبة لصنع قنبلة نووية هو ٩٠ ٪ ).

وأقتربت من إتقانِ صُنع الأجهزة للتخصيب عالية الإنتاجية.

وصفت تصرفات ( المنظمة الدولية للطاقة الذرية ) بأنها غير مهنية.

تشير التقارير إلى أن إيران قد تكون في غضون شهرٍ واحدٍ من إمتلاكِ ما يكفي من اليورانيوم المُخصب لصنع قنبلة نووية.

إذا تمكنت إدارة جو بايدن من الإتفاق على صفقة جديدة، بعد الضغط الإيراني من خلال زيادة نسبة التخصيب والهجمات على المصالح الأمريكية – فسيكون ذلك بمثابة إستسلام أمريكي.

في أحسن الأحوال، بعد أن ألغى جو بايدن العقوبات المهمة على إيران، فأنها ( ** إيران ) لن تأتي من أجل المزيد من المباحثات.

من المؤكد أن تطوير أجهزة الطرد المركزي المتقدمة سيستمر، وكذلك جميع البنود في الإتفاقية سوف ينتهي وقتها ( ٢٠٢٣ و ٢٠٢٥ )، والتي ستسمح في غضونِ سنواتٍ قليلةٍ، بوجود بُنيةٍ تحتيةٍ نوويةٍ على نطاق صناعي يسهل إستخدامها للأسلحة النووية.

أجيال أجهزة الطرد المركزي من ألابطأ الى ألاسرع ( من اليسار لليمين )

تستحق إدارة جو بايدن بعضَ الثناءِ : فقد أمتنعت حتى الآن من تقديم التنازلات التي طالب بها مرشد إيران، والتي من المُحتمل أن تكون أكثر شُمولاً من تلك التي قدمها باراك أوباما…. ( ** في الحقيقة إدارة جو بايدن قامت بتسهيل الكثير من العقوبات السابقة، وغضت الطرف عن كثير من العقوبات، ولم تتصرف بشكل يؤدي إلى غضب إيران من إدارة جو بايدن، من خلال ردها بضربات جوية غير مؤثرة في سوريا ).

لدى إدارة جو بايدن ثلاثة خيارات فقط:-

* إطلاق العنان للقوات الجوية والبحرية الأمريكية … ( ** ضرب منشأت إيران النووية ).

* الأقرار بطموحات طهران النووية – ( ** يحق لها الحصول على قنبلة نووية ) – ( وإما إبقاء العقوبات أو رفعها ).

* عقد صفقة تقلل مؤقتًا من مخزون إيران من اليورانيوم وقليلًا من الأشياء الأخرى و تسميتها إنتصارًا.

نظرًا لعدم وجود عقوبة سياسية ( داخل الولايات المتحدة ) على الأرجح، وبالتأكيد ليس داخل الحزب الديمقراطي، للخيار الثالث، سيحاول جو بايدن الحصول عليه – بشرط ألا يقرر مرشد إيران إخبار الولايات المتحدة، أفعلوا ما بدا لكم ! …( ** طز بالإتفاق معكم 🙂

( هنالك إحتمالية أن يفعلوا ذلك رجال الدين 🙂

كان النمط الأمريكي المستخدم مع إيران – مع إستثناءات قليلة لا تُنسى ( إغراق نصف البحرية الإيرانية، وتدمير منصتين نفطية في الخليج العربي تابعة لإيران، تستخدم من قبل الحرس الثوري في مهاجمة السفن التجارية في ١٩٨٨، الغارة على بغداد في عام ٢٠٠٦ والقاء القبض على ٤ إيرانيين يهاجمون القوات ألامنية العراقية، وقتل قاسم سليماني في ٢٠٢٠ )، مجرد لعبة دجاج، حيث الولايات المتحدة تبادر أولاً.

في هذا السياق، كان من الممكن أن يبدأ جو بايدن في كانون الثاني / يناير ٢٠٢١، بكل التنازلات التي من المحتمل أن يقدمها قريبًا.

الغطرسة الإيرانية، تجاه الولايات المتحدة، ربما أوقفته.

وربما، أصبح ألامر مفهوماً – ( أعترف كل من وزير الخارجية أنتوني بلنكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليڤان بهذا الموضوع ) – بأن الإتفاق النووي لعام ٢٠١٥، لم يكن ترتيبًا مثالياً.

EWJ6eZ2XQAY5hyv
البحرية ألامريكية تلقي القبض على سفينة إيرانية تقوم بوضع ألالغام البحرية قبل نهاية الحرب الإيرانية-العراقية
EWJ8IetWoAEAptZ
الأسرى الإيرانيين على متن السفينة الإيرانية التي تقوم بوضع الألغام في البحر
تم تسليمهم لإيران بعد ذلك

الآن قد يفتح الرئيس حقبة جديدة لن تكون لدينا فيها بالفعل سياسة تجاه إيران، حتى في ظل إدارة جمهورية مستقبلية.

ستستمر وكالة المخابرات المركزية ووزارة الخارجية، بالطبع، في إعداد مواضيع جديدة عن إيران.

سَيعقد مجلس الأمن القومي ( ** مجلس الأمن القومي ألامريكي ) إجتماعاته بشكل طبيعي.

قد نرى تكوين فريق عمل رسمي بواشنطن لمناقشة ” أين الولايات المتحدة في مواجهة إيران “.

عندما يستعيد الجمهوريون البيت الأبيض والكونغرس، يمكننا أن نرى عقوبات جدية، تُفرض مرة أخرى على إيران.

ليس أكثر من هذا !

109532543 iran nuclear sites v5 640map nc

إذا لم يقم الإسرائيليون بقصف المواقع النووية الإيرانية، بحلول عام ٢٠٢٥، عندما يكون لدى إيران أجهزة طرد مركزي متطورة قيد الإنتاج بالفعل، فستكون إسرائيل بذلك غير قادرة على تنفيذ هذا الهجوم لوحدها.

ربما يستمر جهاز الموساد الإسرائيلي بتفجير بعض المواقع، ويغتال كبار العلماء الإيرانيين، عندما يستطيع ذلك، لكن مثل هذه العمليات، لن تؤدي إلا إلى تأخير قليل في برنامج إيران.

58708668 israel iran map 624


إذا قَبِلَ الإسرائيليون القنبلة النووية الإيرانية، فيمكننا أن نكون على يقين من أن ما تبقى من الجناح المتشدد من الحزب الجمهوري، سيقبل ذلك….( ** تعهد جو بايدن ومن قبله دونالد ترامب، بعدم السماح لإيران بإمتلاك أسلحة نووية، مطلقاً ).

بحلول عام ٢٠٢٥، الهيمنة الإيرانية في معظم أنحاء الشرق الأوسط تصبح في أعظم نقطة لها – ما لم تُزعج الإضطرابات الإيرانية الداخلية، أو إسرائيل، طموحات الدولة الدينية !

العقلية الواقعية لدى الحزب الجمهوري في عدم التدخل، تتعايش بشكل جيد مع المشاعر المحافظة المنتشرة بشكل كبير، والتي ترى المنطقة ( ** الشرق ألاوسط )، على أنها عنيدة للغاية ولايمكن السيطرة عليها.

قد لا يختلف الديموقراطيون والجمهوريون، عندما نتبين من جميع الخطابات، كثيرًا، في كيفية تعاملهم مع إيران.

الإ إذا، بعض الأفعال المذهلة للغباء الإيراني stunning act of Iranian stupidity ( ويجب أن تكون ضربة إرهابية كبيرة لا تستطيع إيران التملص منها ) ، من الأن فصاعداً، لن تتظاهر الولايات المتحدة بأنها تمتلك الوسائل والإرادة لتغيير سلوك النظام الديني في إيران.…( ** يعني إذا ما تصرفت إيران تجاه الولايات المتحدة بشكل غبي، مثل ضرب برجي التجارة من قبل القاعدة … مثلا … تفجير قاعدة عسكرية أمريكية، بحيث لايمكن إخفاء أيدي إيران بالموضوع، وهو ما توعدت به إيران، رداً على قتل قاسم سليماني ).

سنصبح مثل فرنسا، التي لديها عقلية متحمسة مناهضة لإنتشار الأسلحة النووية، ولديها شك عميق بنظام الملالي، ولكنها تميل حتمًا نحو إسترضاء هذا النظام !

نحن بالتأكيد في اللحظة التي تقبل فيها الولايات المتحدة، بحكم الأمر الواقع أن إيران تحصل على أسلحة نووية.

لقد قبلت الولايات المتحدة بالفعل بهيمنتها ( ** الولايات المتحدة قبلت ذلك بمساعدة روسية في العراق وسوريا ) على شمال الشرق الأوسط.

سيستغرق موضوع هيمنة إيران، على جنوب الشرق الأوسط، مزيدًا من الوقت، لأن النفط لا يزال مهمًا للغاية، بحيث لا يتوهم عرب الخليج ( السنّة ) أنهم يستطيعون حمايته – على الرغم من مشترياتهم الهائلة من الأسلحة الأمريكية والأوروبية.

لكن الذي لا يقاتل من أجلك، لا يمكن حمايتِه.

كتب الرئيس ألامريكي دونالد ترامب مستقبلنا ( ** مستقبل ردود الولايات المتحدة على إيران ) في عام ٢٠١٩ عندما رفض الرد عسكريًا على الهجوم الصاروخي الإيراني، على منشآت النفط في ( أبقيق وخريص ) في المملكة العربية السعودية….( ** المشكلة أن إيران لم تعترف بشكل علني بهذا الموضوع ! ).

تخيل جو بايدن، الذي هو أكثر إصرارًا من دونالد ترامب على تقليص حجم التواجد ألامريكي في الشرق الأوسط، يتصرف بجرأة ضد أفكار متسولي إيران ! Islamic Republic beggars belief …. ( ** سحب جو بايدن مؤخراً بطاريات باترويت من المملكة العربية السعودية، مما أثار رداً غاضباً ومنتقداً من بعض المسؤوليين، ولكن المملكة تعاقدت مع اليونان لنشر بطارياتها بديلاً عن ألامريكية، وتعاقدت السعودية بصفقة أسلحة بـ ٢ مليار دولار مع روسيا ).

بعبارة أخرى، بحلول عام ٢٠٢٥، سينتهي كل شيء…أللعبة أنتهت.

بالنسبة للولايات المتحدة، بدون التدخل الإسرائيلي وما قد يجلبه من إضطراب إقليمي مثمر و ما يرافقه من عدم يقين، فمن المحتمل أننا خسرنا المواجهة مع إيران.

جزء من إتفاقية تنفيذية جديدة مع إدارة جو بايدن، قد تشحن إيران جزءًا من مخزونها المتزايد من اليورانيوم المُخصب.

ولكن مع أجهزة الطرد المركزي الجديدة والمحسّنة، فإن هذا لا يهم أطلاقاً.

مع الدفعة الحالية من أجهزة الطرد المركزي البدائية، تلك التي فشلت الإتفاقية النووية لعام ٢٠١٥ في تدميرها، يمكن لإيران، بشكل واضح زيادة قدرتها على التخصيب بسرعة كبيرة.

وبفضل وجود أجهزة طرد مركزي أفضل ( ** طورتها إيران خلال الفترة السابقة )، سيكون من المستحيل تقريبًا، على الأقل بالنسبة لوكالة المخابرات المركزية والوكالة الدولية للطاقة الذرية، إكتشاف ( مجموعات كبيرة من هذه الأجهزة السريعة، منشورة بشكل سري )، إذا قررت إيران فعل ذلك.

سيكون إستخدامهما للكهرباء ومتطلبات المساحة، أقل و أصغر، من أن يتم التقاطها، من خلال الجمع الفني ( ** صور أقمار إصطناعية، تحليلات طاقة، مشاكل فنية تحدث في إيران ).

مطلوب إستخبارات بشرية على ألارض.

بالنظر إلى سجل وكالة الإستخبارات المركزية الحافل في إيران، من المحتمل أن تحتاج مديرية العمليات التابعة لوكالة المخابرات المركزية إلى تدخل إلهي… :)…( ** يقصد أنه مو بالسهولة أفراد تابعين لوكالة الإستخبارات المركزية يتواجدون بسهولة على الإراضي الإيرانية، ولو أن الإستخبارات الإسرائيلية تسرح وتمرح هناك …! )

بعد إبرام صفقة جديدة، ستدعي الإدارة والكثير من مؤسسة السياسة الخارجية في الولايات المتحدة، بلا شك، أن أمريكا لا تزال لاعباً حاضراً في الشرق الأوسط، وأن الولايات المتحدة لم تنكفأ على نفسها، وتحتفظ بالخيارات.

إن ردود الفعل حول الهيمنة الأمريكية لاتنتهي بسهولة، حتى لدى أولئك الذين يكرهون إستخدام القوة الأمريكية.

يبدو أن الرئيس ( جو بايدن ) وكبار مساعديه في السياسة الخارجية ضمن هذا المعسكر.

لكن إسرائيل و إيران سيعرفان ذلك بشكل أفضل.

إن هزيمة الولايات المتحدة في أفغانستان هي مجرد نذير لما سيحدث عندما يُدرك بقية بلدان الشرق الأوسط – ( أن النخب السياسية العربية أكثر عِنادًا في مؤامراتهم حول القوة المطلقة الأمريكية، مقارنة بأمريكيي الحرب الباردة، في عاداتهم المحبة للهيمنة )- أن أمرنا قد أنتهى.

* The Dispatch : هي شركة وسائط رقمية ذات توجه يميني ، تقدم تقارير أصلية وتعليقات على الأخبار والسياسة المحافظة، من خلال البودكاست والنشرات الإخبارية والمقالات، تم تأسيسها في عام ٢٠١٩، من قبل الصحفيين المحافظين ستيفن هايز Stephen Hayes وجونا ( يوحنا ) غولدبرغ Jonah Goldberg.

** أكثر إحتمالاً أنه أستعان بكلمات للمغنية الأنگليزية Dua Lipa وأغنية ( حلوتي …حلوتي ..رجاءاً ).

Pretty, pretty please

Somewhere in the middle, I

Think I lied a little, I
I said if we took it there, I wasn’t gonna change
But that went out the window, yeah (gonna break, gonna break)I know that I seem a little stressed out
But you’re here now, and you’re turning me on
I wanna feel a different kinda tension
Yeah, you guessed it, the kind that’s fun

Hate it when you leave me unattended
‘Cause I miss ya, and I need your love
When my mind is runnin’ wild
Could you help me slow it down?Put my mind at ease
Pretty please
I need your hands on me
Sweet relief

Pretty please

*** لعبة الدجاج Chicken Game : عادة مايطلق عليها هذا الأسم ( صقر – حمامة ) أو ( Snowdrift عندما يتكدس الثلج على جدار عالٍ )، هو نموذج لصراع لاعبين، مبدأ اللعبة هو أنه في حين أن النتيجة المثالية هي أن يستسلم أحد اللاعبين ( لتجنب أسوأ نتيجة إذا لم يفلح أي منهما )، يحاول الأفراد تجنب الوقوع بالنتيجة الأسوأ، بدافع الفخر لعدم رغبتهم في الظهور مثل ” الدجاجة “، لذلك كل لاعب يَسَخرْ من الآخر لزيادة مخاطر الخجل عند الإستسلام.

ومع ذلك، عندما يستسلم أحد اللاعبين، يتم تَجنبْ الصراع، وتنتهي اللعبة في الغالب.

**** goodbye to all that : مصطلح، يعني، أن كل شيء أنتهى، أصبح من الماضي.

Meaning : all that is now past, behind him, finished

***** في أحد المقاطع من المقال، الكاتب أستخدم مصطلح ( Game, set and match )، وهو يستخدم في لعبة التنس، بأن جميع النقاط قد أُستنفذت.

المصدر
المصدر
أقرأ المزيد

المقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

عذراً، لايمكن نسخ المحتويات